الرئيسية
فضت قوات الدرك والامن بالقوة اعتصام القوى الشبابية بعد وقوع اشتباكات في وسط ميدان الداخلية امس أدت إلى وفاة المواطن خيري سعد (55 عاما) وإصابة (62) آخرين و(58) من رجال الأمن العام والدرك من بينهم ضابطان برتبة عميد ومقدم.
وأعلنت مصادر أمنية في تصريح (الرأي) أن المتوفى سعد ليس من منظمي الاعتصام بل هو ممن توافدوا عليه في ساعات بعد الظهيرة كما أعلنت مصادر طبية أن الوفاة كان سببها جلطة قلبية.
وكان مجموعة من الشباب اعتلوا أسطح بنايات مجاورة للميدان والجسر الذي يعلوه وقامو برشق المعتصمين بالحجارة والعصي قبل أن تتدخل قوات الدرك وتفصل بين المجموعتين من خلال فض الاعتصام مستخدمة القوة وخراطيم المياه.
وسادت الميدان حالة من الفزع بعد وصول مجموعات من الشباب من خارج مجموعة المعتصمين الى وسط الميدان كما قام مجهولون باشعال النيران في مبنى قريب من دوار الداخلية وتم تحطيم زجاج بعض المباني القريبة من الميدان وحصلت حالة من تراشق الحجارة بين الطرفين وسط حالة من الفوضى.
وكانت قوات الامن حاولت صد مجموعات من الشباب الذين كانوا قد اشتبكوا مع المعتصمين بين الوقت والاخر منذ مساء يوم الخميس الى ان فضت قوات الامن عصر امس الاعتصام بالكامل وتزيل خيم المعتصمين بعد ان حدث تراشق عنيف بالحجارة بين الطرفين , كما فضت أيضا بالقوة تواجد مجموعات من الشباب تجمعت في الميدان قرابة الساعة السابعة مساء.
وكانت مجموعات من الشباب بدأوا يتوافدون على الميدان بعد ساعات الظهيرة ومن كل الاتجاهات حين حاولت قوات الامن المحيطة بالمعتصمين منعهم من دخول الميدان قبل أن ينجحوا بالوصول للميدان وتبدأ الاشتباكات بين الطرفين.
وكان منظمو مسيرة «نداء وطن» التي أقامتها فعاليات شبابية أعلنت عن نفيها أن يكون الاشخاص الذين اشتبكوا مع المعتصمين ممن شاركوا في المسيرة التي خرجت من حدائق الملك عبدالله على لسان أحد المنظمين.
ولم يسلم الصحفيون والاعلاميون من الاعتداءات بالضرب اذ اعتدي على الزميلة نور العمد من موقع عمان نت وعلاء الفزاع من موقع كل الاردن.
وقالت الزميلة العمد والتي خرجت من المستشفى مساء أمس وهي بحالة جيدة أن أحد الاشخاص اعتدى عليها بالضرب بعصاة خشبية كان يحملها بيده بينما كانت تقوم بواجبها وتصور الحدث فيما وقعت على الارض وأصابتها حالة من الانهيار العصبي لتنقل على إثرها إلى المستشفى وتتلقى العلاج المناسب.
وكان الشباب المنظمون لاعتصام الداخلية دخلو امس يومهم الثاني من الاعتصام المفتوح أمام الميدان الذي بدأوه يوم الخميس الماضي للمطالبة بإجراء إصلاحات سريعة وفورية.
ونصب المعتصمون خيامهم تحت الميدان وباتو ليلتهم بداخلها فيما علقوا يافطات كتب عليها «بالروح بالدم نفديك يا أردن»، «بالروح بالدم نفديك يا أبو حسين», «الشعب يريد الاصلاح « ,» نريد اجتثاث الفساد» و «نريد العيش بكرامة وحرية».
وفيما كان يهتف المعتصمون مرددين مطالبهم تعرضوا لهجوم من قبل عشرات الاشخاص الذين قذفوهم بالحجارة قبل أن تتدخل قوات الامن وتفصل فيما بينهم وتمنع المعارضين للإعتصام من التهجم على المعتصمين.
وأقام المعتصمون الصلاة على أرض ميدان الاعتصام فيما دعا الخطيب المعتصمين من الشباب إلى عدم الرد على ملقي الحجارة أو التعرض لهم ليهتف الجموع فرو انتهخاء الصلاة «سلمية» في إشارة إلى سلمية المسيرة.
وطالب الشباب بمحاربة الفساد بكافة أشكال وبأجراء اصلاحات سياسية حقيقية تتمثل في قانون انتخاب جديد يتوافق عليه كافة الاردنيين وحل مجلس النواب الحالي.
وظهرت الهتافات التي تنادي بالوحدة الوطنية وتنبذ الاقليمية وتؤكد على وحدة الصف الاردني تحت الهتافات التي حثت على تأكيد وحدة الصف.
وفي سياق متصل وردا على الاعتداء على المعتصمين اعلن رئيس مجلس النقباء المهندس عبد الهادي الفلاحات انسحابه من لجنة الحوار الوطني كما أعلن انضمامه إلى «الشباب « فيما أعلن رئيس اتحاد طلبة الجامعة الاردنية انسحابه ايضا من لجنة الحوار الوطني ردا على الاحداث أيضا.
بيان الامن العام
وكانت مديرية الامن العام اصدرت بيانا جاء فيه «أنهت قوات الأمن كافة أشكال التجمهر الذي شهده دوار الداخلية في العاصمة منذ ظهر أول أمس وذلك على ضوء ما وقع من أحداث بين المواطنين المتواجدين في المكان وصلت إلى حد الإيذاء والإيذاء البليغ مما أدى إلى إصابة (62) مواطنا و(58) من رجال الأمن العام والدرك من بينهم عميد ومقدم حالتهم قيد العلاج في عدد من مستشفيات العاصمة.
وأشار «وحسب المكتب الإعلامي في مديرية الأمن العام فإن دوار الداخلية شهد منذ ظهر الأمس تجمعا لمجموعة من الأشخاص تنادت للاعتصام لحين تحقيق مطالبهم بالإصلاح ومكافحة الفساد واستمر تواجد هذه المجموعة مع وجود مجموعات أخرى (نداء وطن) تنادي بمطالب إصلاحية لكنها ترفض أسلوب الاعتصام وتعطيل الحياة العامة وحاولت قوات الأمن طيلة ليلة الجمعة الحفاظ على الأمن ومنع الاشتباكات بين الطرفين».
وأكد المكتب الإعلامي أنه بعد صلاة الجمعة امس الـتي أقامها المتجمهرون في الميدان لم يخلوا الأمر من حدوث ملاسنات ومشاحنات بين الأطراف في المكان وكانت قد تدخلت قوات الأمن عدة مرات للحيلولة دون وقوع احتكاكات فيما بينهم وأن محاولات للتفاهم مع المتجمهرين جرت بهدف إقناعهم بأسلوب الحوار من قبل الحاكم الإداري وطاقمه لإخلاء الموقع خاصة مع التعطيل الذي مس حياة المجاورين من المستشفيات والأهالي ودون نتيجة حيث أصروا على عدم المغادرة.
وأشار المكتب الإعلامي أن تراشقا للحجارة بين كافة الأطراف واستفزازات كلامية من ضمنها التوعد بحضور إمدادات بشرية تؤازر المعتصمين قادمة من منطقة حدائق الحسين كناية على أن التجمع الذي نودي له هناك يؤازرهم في اعتصامهم المفتوح وبالفعل كان هناك توافد كبير للمركبات والمواطنين باتجاه دوار الداخلية.
واستمرت الاستفزازات بين الأطراف الموجودة في الدوار ليتبين أن القادمين هم أيضا من الرافضين لفكرة الاعتصام المعطل للحياة العامة.
وذكر البيان «ونتيجة لما صدر من المعتصمين من إدعاءات بأن هذه الحشود جاءت لتنظم لهم على خلاف الواقع دفع ذلك الحشود للاحتكاك والتلاسن مع بعضهم تطورت إلى اعتداء بالأيدي والعصي وتراشق الحجارة شارك فيه جميع المتجمهرين وأدى إلى إصابات من الأمن العام والمتجمهرين ولأن واجبات الأمن العام فرض النظام وحماية المواطنين بصرف النظر عن اتجاهاتهم فكان لا بد من التدخل واستخدام القوة المناسبة للفصل بين المواطنين ومنع الاعتداء على الأرواح والممتلكات وضمان انسيابية حركة السير لذا اضطرت الشرطة وقوات الدرك لاستخدام خراطيم المياه لتفريق المتجمهرين لمنعهم من الاعتداء على بعض وبادرت إلى إخلاء الموقع بهدف الحفاظ على حياة وسلامة الأطراف كافة كما وقامت طواقم الدفاع المدني بإسعاف من تعرض للإصابة إلى اقرب مستشفى وكما تم ضبط عدد من مثيري الشغب من كلا الطرفين.
وأضاف البيان «إن قوات الأمن العام والدرك الـتي أظهرت أعلى درجات ضبط النفس والحياد في تنفيذ واجبها لحماية الأرواح والممتلكات ووقفت على مسافة واحدة من الجميع، لتؤكد أن تدخلها كان بهدف الحيلولة دون وقوع مواجهة مباشرة بين الأطراف المتجمهرة تكون نتائجها وخيمة، مما استدعى التدخل لحفظ الأمن والنظام وإنهاء حالة المواجهة التي لم ترق إلى التقاليد والأساليب الديمقراطية المتحضرة في المجتمعات الحية».
بيان لـ«الإخوان»
يحمل الحكومة المسؤولية
عمان - بترا - دانت جماعة الإخوان المسلمين ما قامت به مجموعات من قوى الأمن ومجموعات أخرى من الأشخاص بمهاجمة الشباب المعتصمين في دوار الداخلية امس الجمعة، إذ تم رشقهم بالحجارة بشكل مكثف وبالهراوات وخراطيم المياه.
واضافت جماعة الإخوان المسلمين في بيان تلقت (بترا) نسخة منه ان ذلك خلف إصابات لدى البعض وادى الضرب الشديد إلى وفاة أحد المواطنين وإصابة العشرات منهم إصابات بعضهم بالغة وتم إدخالهم إلى المستشفيات.
وقالت الجماعة انها تدين هذا الاعتداء على المواطنين المسالمين وعلى الحريات وعلى كرامة المواطن وحمِّلت الحكومة لمسؤولية الكاملة عما حدث.