إخــوتــاه
تكلمت فيما سبق عن النفس وخُطورتها وإنه لابد أن تعرف نفسك وقيمتُها لأنك إذا عرفت نفسك عرفت ربك، فإنه من عرف نفسه بالجهل والظلم والعيب والنقائص والحاجه والفقر والذل والمسكنه عرف ربه بضد ذلك، فوقف بنفسه عند قدرِها، فلم يتعدى بها طورها، فأثنى على ربه ببعض ما هو أهله، وأنصرفت قوة حبه وخشيته ورجائه وإنابته وتوكله إليه وحده وكان أحب شئ إليه وأخوف شئ عنده، وأرجاهُ له، وهذا هو حقيقة العبوديه.
فلو عرفت نفسك وعرفت ربك بحثت عن العلاج للنفس لكى تُعالجها، فأنت لو كنت مريض وذهبت للطبيب فيُشخص لك الداء ويعطيك الدواء فها أنت نفسك مريضة وطبيبك هو الله
(الله هو الطبيب) والعلاج القران.
الـــــــــــــــقــــــــــــرآن شـــــــــفــــــــاء
قال الله تعالى(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)الإسراء82.
القرآن شفاء قلبك وعلاج نفسك وطريقك لربك.
أحـــبـــتـــى فــى الله
هل طلب أحدكم أنيساً، هل نشد أحدكم رفيقاً ان كان ذلك فلكم فى كتاب الله خير أنيس وفى محكم التنزيل أجمل رفيق هو القرآن.
الـقـرآن ملاز الضائعين، الـقـرآن مأوى التائهين، الـقـرآن هداية الحائرين، الـقـرآن سند المستضعفين، الــقـرآن بلسم السقام ونور السالكين لرب العالمين.
الحياة فى جنبات الـقـرآن ألذ من الماء الزلال، الحياة فى جنبات الـقـرآن أندا من قطرات الغيث، أطيب من التلقب فى الحرير، قال عثمان بن عفان:
(لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم).
وكان عبد الله بن مسعود يضع المصحف على عيناه ويقبلهُ ويقول كلامُ ربى كلامُ ربى.
إخــوتـــاه
إذا سألنا الذى ينظرُ للمسرحية لما تنظر، الذى ينظرُ للمسلسل لما تنظر، الذى ينظرُ للمباراة لما تنظر، الذى يذهب ليُصيف لما تذهب، كل هذا بيبحث عن أنيس لنفسه وكل هذا بيبحث خطئ هى لحظات وترجع الوحشة، كما قال بعض أهل العلم (يسقط التفاح للذى يبحث عنه تحت الشجرة) فالذى يبحث تحت شجرة التفاح يلقى تفاح أما الذى يبحث تحت مصباح النور فلا يلقى شئ، كرجل رأوهُ الناس يبحث عن شئ تحت مصباح النور فى الشارع فسألوهُ عن ماذا تبحث قال عشرون جنيهاً وقعت منى، قالوا له أين وقعت قال فى الشارع المظلم الذى هناك، فقالوا له فلما تبحث هنا فقال أبحث فى النور هذه هى القصة: إن الناس تبحث اليوم عن أنيس للوحشة التى فى أنفسهم ولكن بعيداً عن الاصل الذى يلزم عليهم أن يبحثوا فيه.
فمن كان يبحث عن أنيس لوحشته لا يبحث بعيداً إنما فى كلام الله الـقـرآن، فمن يقول انى أقرء منذ فترة القرآن ولم يفعل شئ إما انك لم تُخلص النية لله وإما أن قلبك لم يطهر بعدُ لسه يحتاج أكثر فزِيدهُ من القرآن.
أحـــبـــتـــى فــى الله
الـقـرآن أول سبيل للتخلص من النفس لتوهب قلباً جديداً، فإن المعيشة فى جنبات الـقـرآن معيشة لذيذة وهى تجدد الإيمان تجدد روحك تجدد سعادتك بشرط ألا تقرء الـقـرآن أذرومة ليست قراءة وخلاص ولكن أنزل الـقـرآن على قلبك دواءً، فلابد أن يكون الـقـرآن صديقك جليسك حبيبك ينبغى دوماً معك انيسك لا تستغنى عنه ولا تبعد ولا تستغرب ولا تنشغل بغيره لذلك قال العلماء (كل ما شغلك عن الـقـرآن فهو شؤمٌ عليك)
ولذلك إخــوتــاه فإذا أرتم أن تعرفوا دواءكم فلابد أن تصنفوا أنفسكم لكى تعالجوها بالـقـرآن مع تصنيف النفوس.